المجموعة: تقارير محلية
نشر بتاريخ الأحد, 22 تموز/يوليو 2012 00:00
كتب بواسطة: كاظم الرويمي
الزيارات: 2518


اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية انه "مع سخونة الأحداث في السياسات العراقية، تفقد الولايات المتحدة على وجه السرعة قدرتها على فك طلاسم الأحداث في البلاد"، مشيرة إلى أن "تراجع إدراك الولايات المتحدة بالأحوال في العراق، بدأ منذ أن تم توقيع الاتفاقية الأمنية مع العراق في تشرين الثاني 2008".
ونقلت المجلة الأميركية في تقرير لها تحت عنوان "مكفوف في بغداد"، عن مسؤول أميركي لم تحدد هويته قوله "لقد فقدنا نصف إدراكنا للموقف" في العراق. وأشارت المجلة إلى أن تلك التصريحات تمثل "واقعا ملموسا للخبراء في شؤون العراق: ففي قمة هذا السيل من الأحداث، جمعت الولايات المتحدة معلومات دقيقة جداً من 166,000 جندي أميركي و700 من أفراد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في العراق إلى جانب شبكة مكونة من 31 فرقة من فرق إعادة أعمار المحافظات". وتابعت المجلة القول "إلا أن حرية الحركة الآن لطاقم العمل في السفارة الأميركية محدودة جدا، وما يقيدها هو وجود حكومة مرتابة في بغداد مع وضع أمني لا يزال خطرا"، مشيرة إلى انه وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن عمل وكالة الاستخبارات المركزية في العراق قد تقلص بنسبة 40 في المائة عن أقصى معدلاته بسبب حساسية الحكومة العراقية المفرطة تجاه عملياتها الاستخباراتية مع قوات الأمن العراقية. وأشارت إلى أن ذلك يمثل "تحولا مثيرا عما كان عليه الحال منذ أعوام قليلة، حيث انه عندما كان تواجد الولايات المتحدة في ذروته، نشأ عند الحكومة الأميركية وضع أطلق عليه الحدس القوي". وتابعت انه "إذا قرأتَ مئات البرقيات الصادرة عن فريق إعادة إعمار المحافظات في العراق والتي سربها موقع ويكيليكس، ستصعق من كمية المعلومات الدقيقة التي جمعتها الولايات المتحدة عن الشخصيات العراقية والأحوال الداخلية"، مشيرة إلى انه "على الرغم من أن مثل تلك المعلومات النافذة بدولة أجنبية يمكن أن تكون سببا للركون، بل والإدمان، إلا أن ذلك لم يكن وضعا طبيعيا وقد انحسر بانسحاب الجيش الأميركي". وخلصت المجلة الى القول ان "تراجع إدراك الولايات المتحدة بالأحوال في العراق، بدأ منذ أن تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2008 والتي حددت توقيت انسحاب القوات الأميركية، كما بدأ ذلك التراجع في التسارع تزامنا مع بدء الانسحاب البطئ لتلك القوات". كما أشارت إلى انه "بحلول صيف العام 2011، أصبحت تقارير النشاط الأمني المهم التي جمعتها الولايات المتحدة حول الهجمات المسلحة الغير منظمة والتي تفتقد إلى التفاصيل بل تحتوي على بيانات جغرافية خاطئة ولا تغطي إلا المناطق الرئيسية من البلاد بصورة جزئية مع بعض أنواع الأنشطة".
وأضافت انه في خريف العام 2011، دخلت محافظات بالكامل "في مرحلة التعتيم" بخروج آخر قوات الولايات المتحدة منها. كما خلصت المجلة الأميركية إلى القول "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تتحسس طريقها الآن في بغداد، فمنذ رحيل الجيش الأميركي، وصل إدراك واشنطن للموقف هناك في أدنى مستوياته، وانه على الرغم من طاقم السفارة الاميركية الضخم في بغداد، إلا أن حرية موظفي الحكومة الأميركية في الحركة هي أقل ما يمكن بسبب المخاوف الأمنية وارتياب الحكومة العراقية المتصاعد بشدة ضد أي أنشطة أجنبية لجمع المعلومات مهما كانت ذات أهداف حميدة". واعتبرت أن الوقت لقد حان لإعادة العراق إلى المسار الصحيح، قبل أن يفقد الأمن من قيمته. وأضاف أن "أول خطوة للخروج من هذا النفق المظلم هي أن تحاول جميع أطراف الصراع في العراق النظر إلى العام 2012 على أنه عام الانطلاق".