أن العهود الموغلة بالقدم تخبرنا عن مسيرة الانظمة العبودية وظراوتها كيف أنتهت وتلاشت أثارها ليحل فجراً جديد ذات مدنية ناهضة صنعت أنظمة حكم متنوعة بعضها مركزي حمل معه ُ ابجديات التسلط والاخر ديمقراطي وطد دعائمهُ على أحترام الانسان، وفي ظل هذين النظامين عاش العراق فترة تحول من المركزية التي ظل بكنفها ثلاث عقود ونيف الى الديمقراطية الوليدة من الجمود الى الواقع ولكن امتثالها للواقع كان صعباً فانتشال مجتمع غمس في أوحال الجمود لعقود واعطاءه حرية مفاجئة حتماً سيؤدي لنكوص وانعدام غريزة الاندفاع عندهُ نحو السمو والتفوق وهذا ماحل بالعراق بعد انهزام سلطة الرعب البعثية ومجي السلطة الديمقراطية ماذا رأينا سياسيين بدلا من أن يصارعو للقفزعلى واقعهم المزري تراهم يتصارعون  للبقاء فيه ، والذي عزز هذا المضمار وعبئهُ  تعلق صناع السياسة بحبال ثقافات ناقصة الادراك ومعاكسة لدينهم ورسالة نبيهم ، فضلأ عن ذلك فالديمقراطية في العراق ديمقراطية محتشمة أخجلها الحياء لانها أصطدمت بصلافة سياسية ممتهنة وواقع عراقي سقيم يسير طردياً معهُ ولهذا كان تطبيق نظام ديمقراطي في البلد هو كمحاولة عبور نهر والكل يسبح عكس التيار ، وبما هو متعارف فالديمقراطية كنظام في كل البلدان قد حقق عدالة أجتماعية الا في العراق فالديمقراطية لم تحقق ألا عدالة شكلية لانها طبقت وفق معايير حسابية .

أن الشعور بالوطنية ليس متاصلاً بين الساسة ، لذلك فهم يميلون الى الضغط واحدهم على الاخر الامر الذي صعب المشهد السياسي ولم يعطي المرحلة كفاية عملية فالسلبية قائمة والتعقيدات كثيرة ولدت هذه الحالة في المجتمع العراقي اللا أبالية واثارها المنعكسة قد بأنت فالتدخلات الخارجية ارهقت البلد ومصالح الدولة العليا في ميزان المساومات وبهذا فالفرد العراقي بقي وحيد الطرف وسط كم من القضايا سلبت حتى ابجديات حياتهُ اليومية وانسحبت على مسلماته واحتياجاته فلا وقود ولا ماء ولا كهرباء كلها تعتمد على جداول زمنية فألى متى يبقى هذا العراقي رهين المحبسين ومتى تعثر ديمقراطيتنا على خط شروعها المفقود لتنطلق منهُ انطلاقة قانونية بمحركات سياسية واعية يكون فيها المسؤول فرداً عادياً يعين ليمرر شؤون المواطنين وفي هذا الطرح الاختياري توافق بعيد المدى لان ساستنا مازالو يتبعون نهج الصراع الموبوء ويعيشون أزمة ثقة و ينظر كلاً منهم الى ألاخر من زاوية تاريخية مندرسة أكل عليها الدهر وشرب، زاوية مازالت تحيط بضمائرهم كالسوار في المعصم أن نظرة التوجس والريبة واصطناع العوائق بأخيلة سايكلوجية مدجنة لاتقوم على تطوير حداثوي للبلد ولاتمت لمفاهيم الوعي الراشد بصلة ، المندفع لرفع الحيف عن مجتمع تقسمتهُ الاوجاع واعتصرتهُ المحن مجتمع بحاجة الى ثقة تشفي جروحهُ وتعالج قروحهُ فديمقراطيتنا بحاجة الى عودة مباشرة وسريعة لخط شروعها الذي فقدته منذ انطلاقها كي تخرس من يتصيد خطواتها ممن لايريد لهذا لاالبلد خيراً .

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek