انطلقت عملية "كسر الإرهاب" فجر 23 أيار/مايو 2016 بعد ست ساعات من إعلان القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، عن بدء عملية عسكرية لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وشن عمليات عسكرية لـ "تحرير الفلوجة".
وجاء إعلان العبادي خلافا للرغبة الأمريكية التي تفضل عملية عسكرية لاستعادة الموصل بعد تمكن القوات الأمنية من استعادة مدينة الرمادي نهاية العام 2015. كما ان الإعلان يأتي بعد أيام قليلة فقط من تصريحات منسوبة لقائد الجناح العسكري المسلح لمنظمة بدر، هادي العامري، حدد فيها ان المعركة المقبلة ستكون في الفلوجة وليس الموصل.
غير ان العامري انتقد في مقابلة له مع تلفزيون السومرية الاحد ، 5 حزيران، 2016 ما وصفه بالافتقار إلى التخطيط المحكم في العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة معقل تنظيم داعش.
لكن العامري اتهم وزارة الدفاع بتحريك معدات عسكرية بعيدا عن الفلوجة إلى الخطوط الأمامية في الموصل وهي المعقل الرئيسي لداعش في العراق وتقع في شمال البلاد.
وقال العامري إنه يعتقد أن إرسال الكثير من المركبات المدرعة والمعدات العسكرية إلى مخمور بذريعة الاستعداد المعركة لاستعادة الموصل خيانة لمعركة الفلوجة. وتقع مخمور في شمال العراق.
وأضاف "أنا أعتقد أن إرسال جزء كبير من المدرعات والإمكانيات إلى مخمور بحجة معركة الموصل. أنا بعتبرها خيانة لمعركة الفلوجة.
وأضاف أن التخطيط العسكري والضغط الأمريكي يهدفان إلى تنفيذ هذه العملية الكبرى بالتزامن مع عملية تحرير الموصل.
وتابع قائلا "تنطون (تعطون) إمكانيات أو ما تنطون إمكانيات سوف ننتصر في هذه المعركة".
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب تعليقه ولم يتسن الوصول إليه عبر الهاتف، وفق رويترز.
وأمر العبادي ببدء عملية الفلوجة بعد سلسلة من التفجيرات في أحياء في بغداد أعلنت داعش مسؤوليتها عنها وتسببت في سقوط أكبر عدد من القتلى هذا العام.
وإذا ما تم تحرير الفلوجة فستكون ثالث أكبر مدينة في العراق تستعيد الحكومة السيطرة عليها بعد مدينتي والرمادي عاصمة محافظة الأنبار الواقعة بغرب البلاد.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة انطلاق عملية "كسر الإرهاب" لاستعادة مدينة الفلوجة بالهجوم عليها من ثلاثة محاور، من الشمال والشرق والجنوب على مراحل ثلاث لإحكام الحصار على المدينة في المرحلة الأولى والتقدم نحو أهداف محددة لتضييق الخناق وصولا إلى أطراف المدينة في المرحلة الثانية، التي تمهد لاقتحام مركز المدينة في المرحلة الثالثة والأخيرة التي أعلن عنها في الأول من حزيران/يونيو.
وبدأت العملية العسكرية بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ شرطة محافظة الأنبار ووحدات الحشد العشائري التابعة للمحافظة، فيما تشارك وحدات الحشد الشعبي في عمليات قتالية أو إسناد القوات الأمنية في محيط الفلوجة فقط.
وتشير تقديرات عسكرية أمريكية إلى تواجد ما بين 500 و1000 عنصر من تنظيم داعش في مركز مدينة الفلوجة في مواجهة نحو 30000 من الجيش العراقي والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السُنّية وقوة مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار.
ووفق تقرير كتبه رائد الحامد في صحيفة "القدس العربي" تشكل فصائل الحشد الشعبي العدد الأكبر من تلك القوات التي تقدر بنحو 10000 مقاتل، حسب تقديرات غير رسمية، لكن تقديرات أخرى من قيادات مقربة من الحشد قالت ان عدة آلاف يشاركون في عملية "كسر الإرهاب" ينتمون إلى عدة فصائل من بينها، "لواء أنصار المرجعية" و"لواء علي الأكبر" و"منظمة بدر" و"سرايا عاشوراء" و"سرايا العقيدة" و"لواء المنتظر" و"كتائب سيد الشهداء" و"حــركة النجباء" و"حركة الرساليون" وعشرات غيرها.
أما الجيش العراقي فتشارك منه وحدات متعددة من خمس فرق عسكرية، حسب مصدر خاص من قيادة عمليات الأنبار، إضافة إلى جهاز مكافحة الإرهاب الذي تمثله "الفرقة الذهبية" المدربة على يد القوات الأمريكية الخاصة منذ تأسيسها نهاية العام 2003 حيث تتلقى تدريبات بشكل مستمر على العمليات القتالية وحرب المدن، وهي الحرب الأهم في العراق اليوم.
وبالإضافة إلى القوات المذكورة، يشارك في المعركة حوالي 20 ألف مقاتل، تساندهم آليات مدرعة وكتائب مدفعية، يتمركزون على مشارف الفلوجة استعدادا لاقتحامها، كما نقلت وسائل إعلام عن قائد الشرطة الاتحادية في العراق الفريق رائد شاكر جودت، الذي لم يحدد هوية المقاتلين.
وتشارك قوة مؤلفة من حوالي 4000 مقاتل من أبناء العشائر السُنّية، حسب الناطق باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارت "لإسناد القطعات العسكرية ومسك الأرض بعد تحريرها". ويطلق على المقاتلين السُنّة تسمية "الحشد العشائري"، وهم قوة من مقاتلي العشائر السُنّية تلقت تدريباتها ضمن البرنامج الأمريكي لتدريب المقاتلين السُنّة الذي سيشمل أكثر من عشرة آلاف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار.
وتقاتل فصائل الحشد الشعبي إلى جانب الجيش العراقي في الفلوجة. وتتلقى وحدات الجيش أيضا دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال العبادي في الأول من الشهر الجاري إن الجيش أبطأ عملياته بسبب مخاوف على سلامة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة التي تعاني من نقص في المياه والأغذية والرعاية الطبية.
|