حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من مقترح الكونغرس الامريكي في تسليح اطراف عراقية بعيدة عن الحكومة الاتحادية.وقال الحكيم في كلمته بالملتقى الثقافي الاسبوعي عقد في مكتبه ببغداد اليوم الاربعاء "نتابع بأهتمام وقلق كيفية التعاطي مع مسودة قرار في مجلس النواب الامريكي للتعامل مع المناطق العراقية بشكل مستقل ومنفصل ، وتقديم مساعدات امريكية على هذا الاساس".

وأضاف ان "هذه الخطوة من شأنها تعميق الانقسام في المجتمع العراقي، ودفعه بأتجاه التشظي والتقسيم وهو امر خطير سيتحمّل وزره وتبعاته كل طرفٍ يتورط بذلك" داعيا" الشعب العراقي الى اليقظة والحذر وتوحيد الصفوف والدفاع عن العراق الموحد المنسجم الذي يضمن للعراقيين جميعاً عزتهم وكرامتهم".

وأشار الى أن "الاحداث التي يمر بها العراق تحتم علينا ان نكون حذرين في ما نقول ونحلل ما نسمع لأن جزء كبيراً من الحرب اليوم يتمثل في حرب الاشاعات والحرب النفسية، وحتى العمليات التي يقوم بها الإرهاب فأنها ترتكز على التأثير النفسي اكثر من التأثير المادي او الأمني".

وبين الحكيم أن "العديد من التفجيرات التي يقوم بها تندرج ضمن البعد النفسي وارسال رسالة الى الشعب العراقي بانه موجود وان خلاياه قادرة على الحركة ولصرف الانتباه عن الانتصارات الحقيقية لقواتنا الامنية "لافتا الى "انها حرب مفتوحة ومدروسة وتستخدم فيها كل الوسائل ومن اهمها الإرهاب الفكري والنفسي كما تستخدم الإرهاب الدموي والجسدي".

وتابع "علينا ان ندرك جيدا ان الدعاية وتضخيم المعلومات ونشر المواد الإعلامية المفبركة دون تدقيق هي جزء من الحرب النفسية الإرهابية" مؤكدا ان"النصر في هذه المعركة مضمون النتائج للعراق وشعبه، ولكننا نحتاج الى تنظيم اكثر وادراك اعمق لمسؤولياتنا كي نحقق النصر النهائي باقل الخسائر".

وأضاف الحكيم أن "الحشد الشعبي جزء من المنظومة الامنية الحكومية وعلينا ان ننهي الجدل غير المبرر تجاه هذه الحقيقة فقائد الحشد رسميا هو القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس مجلس الوزراء والتسليح للحشد يأتي من المصادر الحكومية وبأموال الدولة العراقية والقيادات في الحشد تأتمر بأوامر القائد العام، اذا لماذا يصر البعض ويروج بان الحشد هو ميليشيا وهو كيان خارج اطار الدولة !، انها مغالطة كبيرة وتشويه للحقيقة".

وقال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي "اذا كان البعض يجادل في ان أبناء الحشد اغلبهم من لون مذهبي معين، فالجواب ببساطة ان الحشد هو وليد فتوى المرجعية في الدفاع عن العراق من هجمة الإرهاب الأسود، ومن يلتزم بالمرجعية وفتواها هو الذي يتقدم وينضم الى فصائل الحشد، فمن الطبيعي ان تكون الأغلبية الى لون مذهبي معين".

وبين ان "الصحيح هو دعوة المتصدين للشؤون الشرعية والفتوى من مختلف الطوائف الى اصدار فتاوى تدعو أبناء المذاهب المختلفة الى التطوع ضمن فصائل الحشد الشعبي لان العراق اليوم يحتاج الى دعم المؤسسة الدينية لتحفيز الشباب المؤمن على حمل السلاح والدفاع عن الارض والعرض، ونحيي أبناء العشائر الذين يتصدون بفخر واعتزاز للقتلة والمجرمين".

وأشار الحكيم الى ان "البعض قد يجادل بان اغلب رجال الحشد الشعبي معبئين عقيديا، وهنا علينا ان نستذكر بأنَّ الإرهاب هو نتاج تعبئة عقيدية منحرفة ولا يقف امامه الا مقاتل معبأ عقيدياً بعقيدة سليمة".

وأكد أن "الإرهاب الداعشي اخطر من المغول والتتار والنازية ، وانه فكر منحرف تمت تنشئته على مدار عشرات السنين لينتج هذا الكائن المشوه الذي يرى ان الله يُعبد بكثرة السبايا وقطع الرؤوس وتدمير الحضارة، ولو ان أعدائنا اجتمعوا بأجمعهم على تشويه الإسلام لما استطاعوا ان يشوهوه كما شوهه هؤلاء القتلة".

ودعا الى ان "يقف الجميع وقفة مسؤولة وليكونوا صادقين امام أنفسهم وشعبهم وان لا يذروا الرماد في العيون، فلولا الحشد الشعبي وتضحياته وبطولات رجاله لكان الإرهاب قد امتد الى كل مناطق العراق، فالحمد الله الذي رزقنا مرجعية عظيمة تدخلت في الوقت المناسب، ورزقنا هؤلاء الابطال الذين يضحون بحياتهم من اجل ان نحيى بكرامة ويحيى العراق بهم".

وعن البعد الإقليمي للازمة العراقية قال الحكيم "علينا ان نوضح خارطة الازمة العراقية دون مجاملة او تورية، فان الازمة التي نعيشها منذ سنوات انما هي ازمة عراقية بالعنوان ولكنها إقليمية بالمعنى، وقد ظهر واضحا للعيان اليوم ان الازمات الداخلية لبلدان المنطقة لها تبعات إقليمية بل ومحركات إقليمية ايضاً".

وأضاف "لقد ظن البعض ان دعمه لعدم الاستقرار في العراق بصورة مباشرة او غير مباشر سيمنحه مساحة للتأثير والنفوذ داخل الساحة العراقية ومن ثم داخل المحيط الإقليمي، كما ان بعض الأطراف الإقليمية لم تدرك انها عندما تتلاعب بالمناطق الرخوة في العراق فأنها قد تشجع على التلاعب بمناطقها الرخوة على قاعدة ان لكل فعل رد فعل".

وأكد الحكيم أن "التدخل الإقليمي في العراق يدل على ان بعض دول المنطقة تمارس سياسة ارتجالية لا تحسب فيها بدقة ردات الفعل والانعكاسات المباشرة للأحداث".

واستطرد بالقول أن "العراق هو بوابة المنطقة ونقطة انطلاقها نحو الاستقرار مثلما كان نقطة انطلاق الفوضى الخلاقة، وقد انعكست السياسات الإقليمية الخاطئة في العراق على العديد من المحاور في المنطقة ، كما انعكست سلبا على الداخل العراقي لأنها قوضت مبدأ التوازن بينما كانت تتصور انها بتدخلها ودعمها لبعض الأطراف المتطرفة انما تخلق نوعا من التوازن


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek