أصدرت المرجعيّةُ الدينيةُ العُليا على لسان ممثلها سماحة السيد أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة (14صفر 1437هـ) الموافق لـ(27تشرين الثاني 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف جملةً من التوصيات للمجاهدين المقاتلين في الجبهات من جهة وللزائرين خلال مسيرتهم الى كربلاء المقدّسة لإحياء زيارة الأربعين من جهةٍ أخرى وقد بيّن فيها:

"في هذه الأيّام العظيمة حيث يشارك الملايين من محبّي الإمام الحسين(عليه السلام) من مختلف أنحاء العالم في الزيارة الأربعينية لمرقده الطاهر نودّ أن نوضّح الأمور التالية:

أ. على الإخوة المقاتلين الذين يقفون عند السواتر الأمامية ويخوضون حرباً ضروساً مع الإرهابيّين، والذين يرابطون في الأراضي المحرَّرة ويحمون ثغور البلد أن لا يتركوا مواقعهم للتوجّه للزيارة فإنّهم ببقائهم فيها سيحضون بثوابٍ أكبر هو ثوابُ الدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات، بالإضافة الى أنّ عشرات الآلاف من الزائرين والزائرات سيشركونهم في مثوبة زياراتهم فتجتمع لهم مثوبةُ القتال في سبيل الله ومثوبةُ زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) ويا له من حظٍّ عظيم.

ب. على الإخوة الزائرين والأخوات الزائرات أن يولوا هذه المناسبة الدينية أهميّة خاصّة ويحاولوا استثمارها بأفضل وجهٍ في تكميل نفوسهم وزيادة إيمانهم، فإنّ المشروع الإصلاحي الذي خطّه الإمام الحسين(عليه السلام) وأحيى به دين جدّه المصطفى(صلى الله عليه وآله) وتمّ التأكيد عليه في روايات الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وقد شاء الله تعالى له الاستمرار والديمومة إنّما يهدف بالدرجة الأساس الى إصلاح الإنسان، فلابُدّ لمن يسير في طريق الحسين(عليه السلام) أن يهتمّ بحصوله على زيادة من المعارف الدينيّة الحقّة والتحلّي بمزيدٍ من الفضائل الأخلاقية، وحظور الإخوة من فضلاء وطلّاب الحوزة العلمية في أماكن معلَّمة ومشخَّصة في الطرق الى كربلاء المقدّسة فرصةٌ مناسبة للاستفادة منهم في هذا المجال.

ج. إنّ من الأمور المهمّة التي ينبغي أن تلتفت اليها أنظارُ السائرين في طريق الإمام الحسين(عليه السلام) هو ضرورة الاجتناب عمّا يثير الفرقة والاختلاف في صفوف المؤمنين، وعدم استغلال هذه المناسبة الحزينة للترويج للجهات التي ينتمون اليها دينيةً كانت أو سياسية أو غيرهما، والأهمّ من ذلك الابتعاد عن بعض الممارسات المستحدثة التي لا تنسجم مع قدسيّة هذه المناسبة الحسينية والاقتصار فيها على الشعائر التي توارثها المؤمنون خلفاً عن سلف في إقامة عزاء سيد شباب أهل الجنة والحزن والجزع عليه وإحياء أمره وأمر الأئمّة من ولده(عليهم الصلاة والسلام).

د. لمّا كان من دأب الإرهابيّين السعي في إزهاق أكبر عددٍ ممكن من الأرواح البريئة باستهداف التجمّعات البشرية الواسعة فالمطلوب من العاملين في الأجهزة الأمنية المكلّفة بحماية الزوّار أن يبذلوا قصارى جهدهم في الحفاظ على الزائرين الكرام وتوفير الأجواء الآمنة لهم لأداء مراسيم الزيارة مع تحقيق انسيابية وصولهم الى مقاصدهم ذهاباً وإياباً".


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek