تكشف مصادر عسكرية رفيعة، حجم القدرات التي يمتلكها الجيش العراقي، خصوصاً مع اندلاع مواجهات حامية في البر والجو، بمناطق متفرقة من محافظة الأنبار.

وعلى الرغم من دخول آليات وأسلحة جديدة، أميركية وروسية، للخدمة القتالية، وحديث قادة أمن عراقيين عن جودتها وقوة تأثيرها في المعارك، لكن اكتمال تجهيز الجيش لا يزال في بداية الطريق، لنواقص لوجستية تؤثر على حسم المواجهات المسلحة، لا سيما ما يتعلق باجهزة الرادار والتغطية الجوية لحركات المسلحين.

ويقول ضابط برتبة عقيد في الجيش، شارك في عملية ثار القائد محمد في صحراء الانبار منذ انطلاقها، إن “العمليات العسكرية في صحراء الانبار تجري بواسطة الطيران الجوي، وبالتزامن معها تشهد مناطق العمليات زحف المشاة بمركبات عسكرية، وعدد قليل من الدبابات والمدرعات لان الارض الوعرة التي يختارها تنظيم داعش مدروسة لا تسمح بتوغل الدروع والدبابات”.

وأضاف الضابط، أن “الاراضي المحيطة بالصحراء عبارة عن رمال متحركة تعيق حركة الدبابات والمدرعات، لذلك فإن معظم تلك الآليات تتمركز في محيط المحافظة، في حين تتواجد ناقلات الجنود المسندة من الدروع في وادي حوران”.

وأوضح أن، “الدروع التي يمتلكها الجيش العراقي من طراز كوجر المقاومة للعبوات الناسفة والتي تسهل عملية نقل الجنود بأمان الى عمق الصحراء، وهي سريعة نظرا لان اطاراتها المطاطية مصممة للأراضي الصحراوية والجبلية والوعرة”.

ومضى العقيد إلى القول، “الدبابات الروسية المقاتلة BMP المدرعة وهي هجومية، تمتاز بمدفع عيار 100 ملم، اضافة الى مدفع رشاش عيار 30 ملم ، ومدفعين رشاش من عيار 7.5 ملم، وهناك مواصفات تكنولوجية خاصة بهذه الدبابة التي تحتاج الى دورات طويلة من قبل الجهة المتعاقد معها وتم ارسال عدد من ذوي الخبرة الى روسيا واتمت الدورة لقيادة هذه الدبابة والان يمكننا استخدامها ان اردنا”.

وقال الضابط، “نملك سيارات نوع هامفي وهمر خاصة بالدوريات والاسهام في نقل الجنود من والى عمق الصحراء، إلى جانب مدرعات نوع MTB وهي ناقلة مزودة بمدفع رشاش، فضلا عن عدد قليل من المدرعات الامريكية M1117 الناقلة للجنود”.

وزاد بالقول، “لدينا الدبابات الاميركية المطورة M1A1 وهي هجومية ومدرعة، تعد مهمة جدا بالنسبة لألوية المشاة، ويمتلك الجيش العراقي منها اكثر من 290″.

لكنه استدرك بالقول، “حتى الان لم تشارك اي دبابة او مدرعة في عمليات الصحراء وانما شاركت بعض الاليات المدرعة في الأيام الماضية بالرمادي والفلوجة في اطار التنسيق مع ابناء العشائر”.

في سياق متصل، أشار العقيد إلى أن “دبابة T-72M وهي مهمة جدا دخلت الخدمة مؤخرا وتمتاز بالسرعة الكافية لملاحقة العدو، تمتاز بمدفعين الاول عالي الدقة بسعة 100 ملم كافي لتدمير مخبأ، ومدفع رشاش يتم التحكم به من الداخل، وهذا النوع من الدبابات استخدمته القوات السورية مؤخرا في حرب الشوارع التي خاضتها ضد المسلحين في عدد من المدن واثبتت كفاءة عالية”.

من جانبه، قال مصدر في القوة الجوية، إن “طيران الجيش، وبعد دخول طيارات صائد الليل الخدمة، تجاوز مرحلة النشوء، ودخل في مرحلة الاحتراف”. وأضاف المصدر، “لدينا 3 طائرات سيسنا مزودة بصواريخ تم استخدامها منذ مطلع العمليات العسكرية الجارية بالأنبار وحتى الان يتم القصف بواسطتها، لكن المشكلة ان صواريخها الهجومية مكلفة جدا، فيجب على الطيار ان يكون دقيقا في التصويب، اضافة الى انها تقصف هدفا واحدا فقط ولا يمكنها معاودة القصف بسرعة كما تفعله الطائرات أف 16 مثلا”. ومضى إلى القول، “ما ترونه في التصوير وفرار المسلحين قبل وصول الصاروخ يعود الى صوت الصاروخ، فنحن ليست لدينا صواريخ كاتمة كما كانت تستخدمها القوات الاميركية الذي يصعق العدو دون أن يشعر احد قبل الوصول”. وتابع، “اما صوت صواريخ الطائرة سيسنا فيتيح للمسلحين فترة 3 ثواني تقريبا للهروب من المكان بعد سماع الصوت”.

وأشار المصدر إلى أن “الطائرة لا يمكنها ان تقصف في ذات الوقت الفارين لان ذلك يكلفها مزيدا من الصواريخ، في حين الطائرات الجديدة التي دخلت الخدمة MI35 تملك هذه التقنية”.

كما أكد المصدر أن “الطائرات الهلكوبتر MI35 تمتاز بتقنية الكاميرا الليلية الكاشفة والطيران عن بعد اكثر من الف متر والوقوف فوق الهدف دون ان يشعر بها العدو، وايضا لديها ادوات تصويب عالية الدقة من مدافع راجمة تدمر اليات ضخمة وشاحنات، ومدافع رشاشة متوسطة لاستهداف الافراد، وصواريخ 100 ملم مدمرة للمباني”. وأكد أيضاً، أن “طائرات الاستطلاع الجوي طراز (سيسنا)، قادرة على تصوير ونقل افلام فيديو على الهواء، لتقوم الطائرات الاخرى المقاتلة بواجبها، كطائرات هليكوبتر الروسية من طراز ام اي 171″. وقال، “القوة الجوية العراقية تمتلك طائرات شحن من طراز (سي 130 اي) الخاصة بنقل الذخيرة والمواد اللوجستية والجنود من محطة الى اخرى”.

لكنه كشف أن “ابرز مشاكل طيران الجيش برزت بعد مغادرة القوات الاميركية، إذ فقد نطاق التغطية الجوية لملاحقة المتمردين، فالقوات الاميركية لم تجهزنا كما وعدت بالطائرات الخاصة بالتغطية الجوية قبل مغادرتها العراق”.

وأكد أن “العراق لا يمتلك شاحنات الوقود الخاص بالطائرات، فالطائرة حين ينفد وقودها تحتاج الى الهبوط في محطة قريبة من ساحة المعركة للتزود بالوقود بدلا من الطيران لمسافة طويلة الى القواعد الجوية او المطارات العسكرية، والاجهزة الأمنية لا تملك عددا كافيا من شاحنات الوقود وهذا من شأنه ان يؤخر فترة انجاز العملية طويلا”.

وقال، “بدلا من قيام الطائرة بخمس طلعات في اليوم، تكتفي بطلعتين لتذهب في الثالثة من اجل التزود بالوقود، وهذا يتيح للإرهابيين التنقل والاختباء والفرار، في حين الطيران الجوي يجب ان يبقى مستمرا لعدم اتاحة الفرصة لهم لتجميع قواهم”.

وخلص المصدر إلى القول، “نحن بحاجة الى انظمة رادار بعيد المدى لتغطية المناطق التي تشهد توترات امنية هذه الفترة وهذا يحتاج الى سنوات، فضلا عن حاجتنا الى انظمة دفاعات جوية غير تقليدية”.

من جهة أخرى فإن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس إن «العراق تسلم من الولايات المتحدة الأميركية معدات وأجهزة اتصال متطورة لدعم القوات المسلحة في معركتها ضد الإرهاب»، مضيفا أن «الجيش العراقي استخدم في حملته بصحراء الأنبار صواريخ وصلت مؤخرا من أميركا». وأضاف الموسوي أن «العمليات في صحراء الأنبار مستمرة لمطاردة الإرهابيين، وتم قتل الكثير منهم؛ وإلقاء القبض على أعداد كبيرة من المطلوبين»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من تدمير أوكار الإرهابيين في المنطقة، والعثور على أسلحة ومتفجرات ومعلومات عن تنظيمهم الإجرامي». وأضاف أن «المعركة ما تزال مستمرة». وأوضح الموسوي أن «العراق يدعو منذ فترة إلى تزويده بالأسلحة الخاصة بمكافحة الإرهاب ليس إلا، والتي تتضمن الطائرات المسيرة (من دون طيار)، التي باستطاعتها توجيه ضربات للإرهابيين، إضافة إلى معدات وأجهزة اتصال»، مبينا أن «بعض هذه المعدات وصلت، ونحن نتوقع وصول القسم الآخر منها في وقت قريب». ومضى الموسوي قائلا إن «القوات الأمنية تستطيع بما لديها من أسلحة أن تلحق الهزيمة بالإرهابيين والقتلة، وأن تطاردهم في أي مكان يحاولون اللجوء إليه»، مستدركا أن «العراق تسلم بعض الصواريخ التي تستعمل في مقاتلة الإرهابيين، واستعملت في الحملة الأمنية التي تنفذها قواتنا الأمنية في صحراء الأنبار».

وتأتي تأكيدات الموسوي بهذا الشأن على خلفية المعلومات التي تناقلتها أخيرا بعض كبريات الصحف الأميركية بهذا الشأن وفي ضوء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي التي بحث فيها مع مسؤولي الإدارة الأميركية عدة ملفات مشتركة أبرزها في مجال التعاون في محاربة الإرهاب وملف الأزمة السورية.

من جانب آخر فقد كشفت صحيفة الاخبار اللبنانية، الاحد، عن اجتماعات عراقية أميركية احتضنتها عمان سبقت العملية العسكرية في الانبار، مؤكدة أن الأردن عرض على العراق القيام بوساطة مع عشائر الانبار حينذاك.

وقالت الصحيفة في تقرير لها كتبه ايلي شلهوب اطلعت عليه “موسوعة العراق”، ان “اجتماعات عدة عقدت بين القيادة العراقية وجهات من بينها الولايات المتحدة، التي قدمت معلومات استخبارية مهمة وكذلك الاردن، الذي تعهد بعدم تقديم أي عون للمجموعات المسلحة”، مشيرة الى ان “الاردن عرض في اجتماع امني عقد في عمان مع العراقيين، أن يقوم بوساطة مع عشائر الانبار ان ارادات الحكومة ذلك”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “التجديد للاتفاقية الامنية الاميركية – العراقية كان شرطه تقديم كل الدعم في معركة قاسية ضد مجموعات القاعدة في غرب العراق”، مبينة أن “الاميركيين رفضوا أن تتمدد العمليات العسكرية العراقية صوب الحدود مع سوريا، او الدخول الى الاراضي السورية او حتى قصف اهداف لهذه المجموعات داخل سوريا”.

وبين التقرير أن “البعد المحلي للهجوم الذي تشنّه القوات العراقية ضد الفصائل الإرهابية في الأنبار لا يمكن فصله عن المناخ الإقليمي والدولي الذي نشأ بعد الانعطافة الأميركية باتجاه إيران”، مؤكدا أنه “من الطبيعي ان تترك معركة الأنبار، ونتائجها، أثراً مهماً في وضع التنظيمات الرديفة للقاعدة على الساحة السورية”.

واكد شلهوب أنه “ليس من الصعوبة التكهن بأن العملية العسكرية التي بادر إليها المالكي ما كانت لتجري لولا التقارب الأميركي الإيراني الأخير، رغم اقتصاره على الملف النووي، ولولا تبدل المقاربة الأميركية، تبعاً لذلك، في الرهان على المنظمات المتفرعة عن القاعدة في مواجهة محور إيران سوريا ومعه العراق”.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن في (25 كانون الاول 2013 ) اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عبد الله النسور في بغداد عن تشديد الرقابة على الحدود مع سوريا والاردن، مؤكداً حرص القوات العراقية على أن لا يهرب الفارون من العملية العسكرية في صحراء الانبار الى خارج الحدود، فيما أكد رئيس الوزراء الاردني ان بلاده لا يأوي “الارهاب” لانه عدو للجميع.

فيما اتهم القيادي البارز بائتلاف دولة القانون سامي العسكري في ( 1 كانون الثاني الحالي ) الاردن بانها اصبحت قاعدة للمعارضين للعملية السياسية والتي تصدر منهم فتاوى تحرض على قتال القوات الحكومية العراقية.

موسوعة العراق

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek