راديو المربد - حيدر الجزائري

كشف طلاب بصريون يدرسون في جامعات أوكرانية، عن تعرضهم إلى اعتداءات من قبل جماعات عنصرية أوكرانية، أبرحتهم ضرباً بآلات حادة وأصابت آخرين بالسكاكين، وفيما كشفوا عن عودة بعض الطلاب المصابين إلى البصرة اضطراراً للظروف القاسية التي يمرون بها، ناشدوا الجهات الحكومية والدبلوماسية بحماية الطلاب وأعادتهم للعراق لاستئناف الدراسة في الجامعات العراقية.

وفي حديث مع راديو المربد، قال زاهر محمد جواد، وهو طالب يدرس في كلية الطب العام للمرحلة الرابعة، إن "تدهور الأوضاع الأخيرة في أوكرانيا والانفلات الأمني أتاح الفرصة لظهور جماعات عنصرية ومتطرفة للاعتداء على الأجانب والطلاب المتواجدين في مختلف المدن، ومنها مدينة خاركوف (خاركييف) الواقعة في شرق أوكرانيا، التي ادرس في جامعتها (الكرازنه)".

ويضيف "كنت انا وأحد من زملائي بالقرب من باب شقتنا في مدينة خاركييف، وفجأة حوصرنا من قبل مجموعة متطرفين دون سبب، وأبرحونا ضرباً بالات حادة حتى أدمونا، وأغمي علينا من شدة الاعتداء، وبعدما استيقظت هرع لي الجيران ونقلت إلى المستشفى الذي شخص كسور خطيرة في عظم يدي اليسرى، وأجرى لها بروفسور عملية جراحية و وضع لها البلاتين".

ويواصل حديثه قائلاً "قررت العودة إلى البصرة، لصعوبة الأوضاع هناك، ومجموعة الشقق التي نسكن فيها تضم طلاب عراقيين وأجانب، وموقعها في قلب الأحداث، وقد تستهدف من جديد بأي وقت، كما يتعرض الآن الكثير من الطلاب الى اعتداءات مماثلة وبعضهم أصيب بجراح اثر طعانات بسكاكين من قبل المتطرفين ذاتهم".

وعن دور القنصلية العراقية في أوكرانيا، يؤكد انه "كان ضعيفاً جداً ولم تتابع حتى من تعرض إلى اعتداءات ويرقدون في المستشفيات، ودورها اقتصر بالنصح للطلبة العراقيين بالبقاء في سكنهم، في حين تهافتت القنصليات الأخرى الى طلابها ونقلتهم إلى روسيا بشكل عاجل بانتظار تحسن الأوضاع" على حد قوله.

ويرى زاهر ان "أوكرانيا باتت غير مؤهله للدراسة في ظل أوضاعها الراهنة، وأنها تشكل خطراً على حياة ماتبقى من الطلاب العراقيين الذين لادور لهم بالنزاع والأحداث الجارية هناك".

مطالباً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والحكومة المحلية "برعاية استثنائية للطلبة لإكمال ماتبقى من الدراسة في الجامعات العراقية".

وفي السياق ذاته، يطالب عماد محمود رشيد وهو والد لطالبين من أهالي البصرة يكملان دراسة الهندسة في جامعة خاركوف بأوكرانيا "بتدخل وزارة الخارجية لعودة أبنيه مصطفى وعبد العزيز الى البصرة، بعد إطلاق حجز جوازهما من الجامعة حسب ضوابط الدراسة فيها".

ويلفت بالقول "كنت أتمنى مستقبلاً أفضل لدراسة ولديّ في أوكرانيا على نفقتنا الخاصة، لكن تبين أنها خيار أسوء، وحالياً يتطلب تدخل عاجل لسلامتهما وعودتهما بأي طرقة كانت، لاننا نشعر بقلق شديد إزائهما من الأوضاع الجارية" حسبما قال.

مراسل المربد، تواصل مع عدد من الطلاب العراقيين من أهالي البصرة في أوكرانيا، والذين كشفوا عن معاناتهم وتخوفهم من مستقبل مجهول ينتظرهم، وسط ظروف اقتصادية سيئة، فضلاً عن تنامي العنف الدائر هناك، فيما أطلقوا مع بقية زملائهم وقفات احتجاجية عبروا فيها عن غياب دور القنصلية العراقية في أوكرانيا، وطالبوا بحمايتهم أو عودتهم إلى الوطن.

ويتعرض معظم الطلبة العراقيين إلى أوضاع مماثلة بعدما بلغت الأزمة السياسية في مدينة خاركوف شرقي أوكرانيا ذروتها، والتي أسفرت عن اصابة العشرات من المواطنين مؤخراً بجروح في اشتباكات عنيفة بين متظاهرين مناهضين للسلطات الجديدة في كييف (حماة المدينة)، ونشطاء من منظمة "القطاع اليميني" المتشددة.

الى ذلك، دعا عدد من النواب العراقيين الحكومة إلى إرسال وفد إلى أوكرانيا لإنقاذ الطلبة العراقيين الدارسين في الجامعات الأوكرانية والعمل على عودتهم إلى العراق لإكمال دراستهم بالجامعات العراقية، لتعرضهم إلى اعتداءات من قبل بعض العنصريين والظروف الاقتصادية السيئة بسبب الغلاء وعدم وصول المبالغ التي ترسل إليهم من ذويهم بسبب إغلاق شركات الصيرفة.

واندلعت الاشتباكات قرب مقر إدارة محافظة خاركوف وسط المدينة، بعد اعتصام نشطاء "القطاع اليميني" فيه منذ أيام، واستخدم كلا الطرفين الهراوات والحجارة، قبل أن تسمع أصوات الأعيرة النارية والانفجارات، فيما انتهت المواجهة بإخراج المعتصمين من المبنى وبسط عناصر الشرطة السيطرة عليه.

وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى خاركوف مساء السبت، إلا أن الأجواء في المدينة ما زالت متوترة، وسط تخوف الكثير من السكان من احتمال وفود "تعزيزات" من المتشددين إلى خاركوف من مدن أوكرانية أخرى.

يشار إلى ان أوكرانيا بشكل عام تمر بأوضاع سياسية متأزمة بعد احتجاجات واسعة شهدتها البلاد ضد حكومة فيكتور يانكوفيتش ولجوئه بعد عزله من قبل البرلمان إلى جزيرة القرم الأوكرانية والتي تدين بالولاء لروسيا، فيما سيطر معارضوه على الحكم، وسط توترات عسكرية مع الجارة روسيا.

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek