ان تتحدث لاسرة نازحة شهدت قبل ايام قليلة فقط مصرع الام والاخت معا امام انظارهم فذلك وجه من وجوه المعاناة وصورة من صور الوجع ، غير ان الحكاية التي نحن بصددها هنا تجسد من وجه اخر شجاعة المراة الـ ( ذي قارية ) وعزة نفسها ، امام خسة الدواعش والبعثيين .
والقصة هنا لاسرة موصلية فرت من نينوى الى قضاء سوق الشيوخ في ذي قار ، بعد ليلتهم الاخيرة المرعبة التي عاشوها في منزلهم بمدينة الموصل ، والتي انتهت باستشهاد الام ( حياة عبد الرزاق عبد الواحد ) ، والاخت ( مها غانم ) ليس لشيء سى لانتماء الام الشهيدة للمذهب الشيعي واصولها الـ ( الذي قارية ) .
ويروي رب الاسرة غانم شعبان لشبكة أخبار الناصرية قائلا ، إنهم فوجئوا في تلك الليلة بمداهمة العشرات من عناصر داعش لمنزلهم وعدد من المنازل المجاورة في الموصل وسط ضجيج واطلاق نار وفوضى عارمة .
واضاف ان الإرهابيين أمروه مع أولاده الثلاثة بالخروج من المنزل رافعي الأيدي ، غير ان زوجته حياة ذات الأربعين عاما تخلفت وبقيت في احدى غرف المنزل ، بيد انها لم تتمالك نفسها لاحقا حين رات احد الإرهابيين وهو يمسك بابنتها ( مها ) ذات الـ 17 عاما ، فأخذت البندقية وأطلقت عليه الرصاص فأصابته برأسه واردته قتيلا مع إرهابي اخر كان بالقرب منه ، الامر الذي دفع الدواعش الى تبادل اطلاق النار معها فاستشهدت مع ابنتها على الفور .
واشار الى ان الامر امتد الى اسوء من ذلك حين نقلت جثة الشهيدتين الى دائرة الطب العدلي في الموصل ، وحين حاول استلامهما لدفنهما في وقت لاحق ، سلموه جثة ابنته فقط ورفضوا تسلميه جثة زوجته كونها من طائفة " الرافضة “ على حد وصفهم ، مؤكدا ان الدواعش اختطفوا الجثة من الطب العدلي الى مكان مجهول لا يعلم به حتى الان .
وعن سبب الابقاء عليه حيا وعدم قتله مع اولاده الثلاثة من قبل الدواعش ، قال شعبان ان ما شفع لهم جميعا هو انه من ابناء مدينة الموصل .
وكشف عن ان الإرهابيين داهموا منزله بالاستعانة بعدد من البعثيين من ابناء المنطقة والذين اخبروا الدواعش ان الشهيدة حياة من الطائفة الشيعه وأهلها من قضاء سوق الشيوخ .
وأضاف إنه بعد ان نزح الى محافظة ذي قار ، تلقى رسالة من الارهابيين عبر احد أبناء المنطقة يسمحون له بالعودة الى منزله في الموصل شريطة ان يسلمهم طفله ( علي ) ليقتلوه لأنه يحمل اسما رافضيا على حد قولهم .
اما علي هذا الذي تطالب داعش برأسه ، فهو طفل ليس له من العمر سوى سبعة اعوام ، كان ينظر لمراسل الشبكة اثناء اعداد التقرير الصحافي بقلق وخوف ولم تنفع كلمات التطمين التي اطلقها المراسل ولم تجدي نفعا محاولات الاقتراب منه والحديث معه .
ويقول والده إن علي منذ يوم الحادثة وهو يستيقظ مرعوبا كل ليله وهو يستذكر مشهد مقتل والدته واخته ما اثر سلبا على حالته النفسية والصحية .
من جانبه اعرب رئيس الوحدة الادارية لقضاء سوق الشيوخ هيثم الحمداني عن الفخر لموقف الشهيدة حياة عبد الرزاق التي كانت مثالا للمرأة المجاهدة التي أبت أن تسلم نفسها للإرهابيين واستطاعت أن تقتل اثنين منهم وتثار لها ولابنتها .
واكد ان الادارة المحلية في القضاء قررت توفير منزل للاسرة مجهز بكامل المستلمزمات المعيشية الضرورية .

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek