موظفون في نفط الجنوب يتظاهرون في البصرة والإدارة تعد بتلبية بعض مطالبهم

خرج عشرات الموظفين في شركة نفط الجنوب، السبت، في تظاهرة نظموها للمرة الثالثة خلال العام الحالي قرب مقر الشركة في البصرة للمطالبة بحقوقهم، وتعهدوا بتكرارها يومياً على مدة عشرة أيام، فيما أعلنت إدارة الشركة عن سعيها لتحقيق بعض مطالبهم.

وقال عضو اللجنة المنظمة للتظاهرة الناشط النقابي عبد الكريم عبد السادة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عشرات الموظفين شاركوا في التظاهرة للمطالبة بحقوقهم وتحسين ظروف عملهم"، مبيناً أن "المطالب تشمل توزيع أرباح متراكمة منذ عام 2010 بين الموظفين وتوفير السكن اللائق لهم وتطهير إدارة الشركة من البعثيين والمفسدين وإقرار قانون شركة النفط الوطنية ومنح العاملين في الحقول والمستودعات النفطية بدل خطورة كون بعض المنشآت النفطية ملوثة باليورانيوم".

ولفت عبد السادة إلى أن "المتظاهرين أكدوا على أهمية الاعتماد على الكادر الوطني في العمل مع الشركات النفطية الأجنبية المتعاقدة مع الوزارة وفق جولات التراخيص ومنعها من استقدام المزيد من العمالة الأجنبية"، مضيفاً أن "العقود المبرمة مع هذه الشركات تلزمها باستقدام عمالة أجنبية لا تزيد نسبتها عن 15%، إلا أن العمالة الأجنبية وصلت نسبتها إلى أكثر من 55%".

وأكد عبد السادة أن "التظاهرة السلمية سوف تنظم يومياً لمدة عشرة أيام اعتباراً من اليوم"، موضحاً أنها "امتداد لتظاهرتين شهدهما مقر الشركة قبل شهرين، وكان موقف وزارة النفط إيجابياً حيال بعض المطالب، إلا أنها لم تنفذ المطالب الأساسية ولهذا قررنا التظاهر مرة أخرى".

من جانبه، قال مدير عام شركة نفط الجنوب ضياء جعفر خلال مؤتمر صحافي عقده في المركز الثقافي النفطي تزامناً مع خروج التظاهرة، وحضرته "السومرية نيوز"، إن "الموظفين المتظاهرين قدموا في التظاهرتين السابقتين تسعة مطالب ثم أضافوا عليها مؤخراً مطالب أخرى"، معتبراً أن "التظاهرة التي خرجت اليوم دستورية ومشروعة، وقد وافقت على تنظيمها الحكومة المحلية، ولا مانع لدينا إذا استمرت 20 يوماً بدل 10 أيام".

واعتبر جعفر أن "بعض المطالب في طور التنفيذ، وبعضها الآخر يوجد اختلاف بشأنها حتى بين العاملين في الشركة، كما توجد مطالب مبالغ فيها وقد تكون ترفاً"، مضيفاً أن "الشركة جادة بتوزيع الأرباح المتراكمة على موظفيها، كما أنها بصدد حل أزمة السكن من خلال بناء مجمعات سكنية للموظفين أو تخصيص قطع أراض لهم".

يشار إلى أن شركة نفط الجنوب هي أكبر وأهم شركة عراقية تابعة للقطاع العام، ويعمل فيها ما لا يقل عن 19 ألف موظف يتوزعون على عشرات الحقول والمنشآت النفطية والإدارية، وبلغت الشركة التي تأسست عام 1969 قمة ازدهارها أواخر السبعينيات عندما وصل إنتاجها إلى مليونين و750 ألف برميل يومياً، إلا أن الكثير من منشآتها ومستودعاتها تعرضت إلى التدمير في خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، كما أسهمت حرب الخليج الثانية التي اندلعت عام 1991 في تدمير المزيد من المنشآت، أما في عام 2003 فقد تعرضت غالبية مواقعها إلى أعمال نهب وتخريب أضرت بنحو (80-90%) منها، بحيث لم يتعد إنتاج الشركة من النفط الخام خلال النصف الثاني من عام 2003 الـ150 ألف برميل يومياً، لكن الشركة عاودت النهوض مجدداً وتمكنت من استعادة عافيتها تدريجياً.

يذكر أن محافظة البصرة التي يقع فيها مقر الشركة، تعد مركز صناعة النفط في العراق، ومن أهم المدن النفطية في العالم، حيث تنتج نحو مليونين و750 ألف برميل يومياً، ومن خلال مستودعاتها الساحلية وموانئها ومنصاتها البحرية العائمة تصدر معظم كميات النفط العراقي بمعدل مليونين و350 ألف برميل يومياً، كما تمتلك ما نسبته 59% من إجمالي احتياطات العراق النفطية، أي ما يقارب 67.9 مليار برميل، إذ أنها تضم أضخم خمسة حقول نفطية في البلاد هي الرميلة الشمالية والرميلة الجنوبية ومجنون وغرب القرنة والزبير، وتبلغ إيرادات المحافظة من (البترودولار) أكثر من 80 مليون دولار شهرياً.

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek